من المسؤول عن الاستشارات والتشخيصات الوراثية؟ الأطباء أم المتخصصون في التكنولوجيا الحيوية؟
الطب, التكنولوجيا الحيوية, البيوتكنولوجي, الاستشارات, الوراثية, الهندسة , الكشف السريري, العيادات كليات, علوم, زراعة, تقنية حيوية

• من المسؤول عن الاستشارات والتشخيصات الوراثية؟ الأطباء أم المتخصصون في التكنولوجيا الحيوية؟
أطرح هذا السؤال لأنني لاحظت أن العديد من الطلاب يخلطون بين دور المتخصص في العلوم الوراثية أو التكنولوجيا الحيوية في المجال الطبي، وبين دور الطبيب. فقد سمعت، على سبيل المثال، بعض الطلاب يقولون: "أرغب في علاج المرضى" أو "أريد افتتاح عيادة"، وغيرها من الأمور التي تتعلق بالتعامل المباشر مع المرضى. وقد سبق لي الحديث عن الفرق بين التكنولوجيا الحيوية والطب البشري (وسأترك لكم رابط المقال، إذ لا حاجة لإعادة الشرح هنا).
• المؤسسات التطوعية ودورها في التكنولوجيا الحيوية واختلافها عن الأنشطة الطلابية
لكن، أنت كمتخصص في التكنولوجيا الحيوية، ما الذي يدفعك أصلًا للتفكير في فكرة التعامل مع المرضى أو افتتاح عيادة؟ هذا ليس من صميم تخصص التكنولوجيا الحيوية. التعامل مع المرضى ليس ضمن نطاق اختصاصك. نحن نتعامل مع الخلايا والمستويات الجزيئية فقط، وليس مع المرضى بشكل سريري. ربما تشعر بأنك فاتك مجال معين وتود تعويضه من خلال مجال آخر لا يمت بصلة إلى تخصصك الحقيقي. دور الطبيب هو التعامل مع المرضى وإجراء الفحوصات السريرية، بينما دورك أنت في المختبر، مع العينات والتحليلات الجزيئية. لذلك، من غير المنطقي أن تسأل: "هل يمكنني افتتاح عيادة؟" — فهذا سؤال غير مناسب.
• أنواع التطوع العلمي وعلاقتها بالتكنولوجيا الحيوية
بالتالي، الاستشارات الوراثية هي من اختصاص الطبيب، وليس من اختصاص المتخصص في التكنولوجيا الحيوية. أما التشخيص الوراثي فيُعد من مسؤولياتك إن اخترت العمل في هذا المجال، لأن التشخيص يُعد جزءًا من عملك المخبري، خصوصًا في مجال التحاليل الطبية الوراثية. ولكن يجدر بك أن تعلم أن التحاليل الطبية الوراثية ليست من صميم التكنولوجيا الحيوية، بل هي مهنة قد تجدها مناسبة لك مؤقتًا ضمن نطاق تخصصك، إلى حين تجد مسارًا أفضل. لماذا؟ لأن التكنولوجيا الحيوية ترتبط بشكل أكبر بإنتاج منتج أو تقديم خدمة مباشرة، سواء في القطاع الصحي، الزراعي، الصناعي، أو غيره.
والأهم من كل ذلك، أود أن أحث الجميع على تجاوز "عُقد الماضي". إذا لم تستطع التخلص منها، فمن الأفضل أن تترك هذا المجال بالكامل؛ لأنك ستظل في حالة ارتباك، مما سيؤثر سلبًا عليك وعلى من حولك. لا تلتحق بالمجال وأنت ساخط عليه أو على حياتك، ولا تُحمّل المجال أخطاء اختياراتك. المشكلة ليست في المجال نفسه، بل في الشخص الذي لم يُحسن اختيار التخصص المناسب له منذ البداية.
فكرة أن يلتحق شخص بدراسة التكنولوجيا الحيوية فقط لأنه لم يتمكن من دخول تخصص آخر هي من أكثر الأفكار التي تؤدي إلى الفشل. أما عني شخصيًا، فقد التحقت بدراسة التكنولوجيا الحيوية دون أن أكون على دراية كاملة بتفاصيله، لكنني لم أكن راغبًا في أي تخصص علمي آخر. وحين تعرفت عليه، أحببته واكتشفت أنه المجال الذي يناسبني تمامًا — ولم يكن بديلًا عن مجال آخر.